الخميس، ١٠ يوليو ٢٠٠٨

الوسادة الخالية


أيقظت النائم بجوارها بنبرات مرتعشة
:اصحي 00 قم بسرعة 000
جاءها صوته من تحت الغطاء مخلوطاً بالنعاس
: ماذا حدث 00!!؟
: معركة حامية اسفل النافذة
نهرها باستهزاء
: نامي ايتها المرأة المزعجة 00 منذ الذي يتشاجر في منتصف الليل 00!!؟
أرهف سمعه لعله يسمع اصوات الشجار ، وصل إلي أذنيه نقيق الضفادع الرتيب ، دغدغ مشاعره فاستسلم لنومه العميق
لم تمضي إلا لحظات قليلة حتي سمعت المرأة ضوضاء المعركة مرة ثانية يشتد وطيسها ، بين الحين والحين يعلو صراخ المتصارعون رويداً رويداً ، احتكوا بجدار المنزل فاهتزت الأبواب والنوافذ ، سيطر عليها رعب قاتل ، فعادت توقظ زوجها يصوت خافت لعلة يستيقظ أو يهبْ لنجدتها ، لكن غطيطه يرتفع ويغطي علي صوت ضوضاء وصخب المعركة 0
هزته المرأة بعنف ثم صرخت فيه
: اصحي ايها الرجل الخامل 00 متي تفيق من غفلتك ، هل تنتظر حتي يقع سقف الدار علي ام رأسنا00!!؟
أخرج الرجل راسه من تحت الغطاء متبرماً
: ماذا اصابك يا أمراة ؟ 00 ولماذا تُلِّحين في استيقاظي 00؟
أليس في قلبك رحمة 00؟
لقد أجهدتيني هذه الليلة ولا تريدين ان انال قسطاً من الراحة 00
قبل ان يسترسل في تعنيفها ، سمع ضوضاء المعركة ، فتاكذ أن بالخارج شجار حامي ، نهض من فراشه نصف نائم ، اتجه صوب باب المنزل ، فتحه وهم بالخروج إلي عرض الشارع لولا ان لسعة برد نخرت عظامه ، تسللت من ثقوب سرواله البالي ، عاد سريعاً إلي حجرته يرتجف ، اخذ يبحث عن شيء يقيه من البرد القارض أوشيء يبعث في أوصاله الدفء ، لم يجد إلا الغطاء المتدثرة به المراة ، نزعه من عليها علي عجل ، لم يلتف إلي انتفاضات الجسد الساخن ، التحف به ثم سار نحو الباب مرة ثانية بخطوت حثيثة ، ما إن خرج من باب الدار حتي اخذ يبحث عن مكان المعركة في الظلام الدامس ، لاح له خيال جمهور غفير ، يتقازفون بالأيدي واللسان ، يتحركون في دائرة تضيق وتتسع ، الغريب أنهم لا يحملون اسلحة ، لم يستطيع تحديد ملامحهم ، اقنرب من دائرة الصراع وجلاً ، لم ينتبه لقدومه احداً ، سالهم مستفسراً
: لماذا تتشاجرون 00؟
تبدد سؤاله بين موجات الصراخ والغضب
صرخ فيهم : أيها الغوغاء الحمقي 00 أخبروني عن سبب المعركة ؟
كلهم اجابوه في وقت واحد ، امتزجت الأصوات فلم يتبين منها حرفاً
استعطفهم : ما انا بفاهم قولكم00 أليس فيكم رجل رشيد يشرح لي المسالة ؟
التفوا حوله غاضبون ، تحرشوا به وجذبوه من الغطاء الملتحف به ، لم تهدأ ثائرتهم حتي انتزعوة عنه غطاءه ثم انصرفوا ، كادت ان تظهر عورته لولا انه تشبث بسرواله الممزق ، أبصر الرجل نفسه وحيداً في عرض الشارع ، تحاصره جيوش البرد ، ترميه بلسعات سهام قارصة ، وضع يديه بين فخذيه يلتمس قدراً من الدفء ، لمَّا تمالك نفسه وسيطر علي حواسه ، لم يسمع للمتشاجرين حساً ، استجمع قواه المبعثرة ونادي
: انتم يا جماعة 00 يا من استوليتم علي الغطاء 00!!!
ذهب ندائه أدراج الرياح ، فلا اثر للغوغاء ولا حتي جزء من الغطاء
عاد إلي داره حانقاً ، يتمني أن يصبْ جم غضبه علي زوجته التي دفعته إلي هذا المصير المهين ، دخل حجرته ثم نادي عليها غاضباً ، لم يتلقي منها استجابة ولم تحرك ساكناً ، أرهف سمعه فسمع غطيطها ، حدث نفسه :
" ربما تدعي النعاس كعادتها عندما تتقي ثورتي "
تقدم من فراشها خطوات حذرة مصراً علي ايقاظها من نومها العميق فجأة ، كرر عليها الأمر بصوته الجهوري
: اصحي أيتها المرأة الخاملة
لا حياة لمن تنادي ، اقترب اكثر منها وهزها بعنف ، جحظت عيناه من هول المفاجأة ، الغطاء المسلوب تتدثر به المرأة النائمة ، نزعه عنها برفق ، راح غضبه لمَّا رأي المفاتن عارية ، تحركت رغباته المكبوتة ،مد يده برقة يداعب جسدها الساخن ، قبل ان يضمها إلي صدره نهرته ثائرة
: اصحي ايها الرجل الكسول
استيقظ الرجل من نومه مذعوراً ففترت عواطفه الملتهبة ، انكمش تحت الغطاء يتامل نتوء جسده البارز ثم اخرج راسه وابتسم لها قائلاً
: اللهم اجعله خير