الثلاثاء، ٢١ نوفمبر ٢٠٠٦

حكايات العدوى 1ـ سقف الحجرة




ألقيت جسدي المتعب علي سريري العتيق ، تهيأت لفترة راحة ، صوت موسيقي ناعم يتسلل علي استحياء من بي ضوضاء الشارع ، دغدغ مشاعري المتهالكة ، رفيقة عمري 000، تهدهد أواني الطهي ، تعد للأحفاد طعام العشاء ، فقدت الأمل في عودتها ، احتضنت وسادتي ، داعب جفوني النوم ، بينما أنا بين اليقظة والمنام ، إذ انتبهت علي دوي انفجار أشبه بالعربات المفخخة ، أعقبه صراخ وعويل وآهات مكتومة ، صوت الدوى قادم من الحجرة المحاورة ، هرولت مسرعاً أستطلع الأمر 00!!؟
مارد جبار ، مفتول العضلات ، يحمل مدفعاً رشاشاً ، يطلق القذائف في كل اتجاه بلا رحمة ، القذائف تحرق الأخضر واليابس ، تتناثر الأشلاء في كافة الأركان ويسيل الدم علي الجدران ، امتلأت الأرض بجثث الضحايا وبرك الدماء ، خيم علي المكان دخان أسود00
صوب المارد مدفعه نحوي ، غاص قلبي في أحشائي ، طار عقلي في الهواء ، دار في بسقف الحجرة ، حاولت الهرب ، خطوت خطوة للخلف كاد المارد أن يخرج خلفي من التلفاز ، فخرجت رغماً عني صرخة استغاثة
تبددت صرختي في صخب الموقف ، الآذان صماء 000
الغريب في الأمر أن الجالسين في الحجرة لم يشعر أحداً منهم بقدومي
يشاهدون التلفاز وأفواههم مفتوحة 00!!
عاد عقلي الهارب إلي رأسي وصعد قلبي من أوصالي ، استقر قي حجرته بين الضلوع ، ظل يلهث بعض الوقت
صرخت في المشاهدين ثانياً
: أخفضوا صوت هذا الجهاز الملعون 00
التفتوا نحوي ببلادة ، ابتسم فريق منهم ، واهتزت أجساد الفريق الآخر بفعل الضحكات العالية ، عادوا لمتابعة الفيلم المعروض دون اكتراث00
تأملت حالي الذي جعلهم يضحكون ، فإذا بي وحيداً في سروالي الممزق كالفأر المذعور 00 نظرت حولي 00!! لا أحد يراقبني 00 ولا أثر لطلبي بخفض الصوت ، انسحبت بهدوء إلي حجرتي مهزوماً كعادتي كل مرة ، أغلقت بابها من الداخل وألقيت جسدي المقهور علي سريري القديم مرة ثانية ، استدعيت النوم ، خاف مني وهرب ، فتحت مخازن ذكرياتي فانتشرت علي الجدران ، تخيرت ذكري مدهشة استعرضت أحداث حكايتها علي سقف الحجرة 0000!!!!!!؟؟؟؟

يتبع الحكايات 

الشربيني خطاب

ليست هناك تعليقات: